هل فعَلَها؟ هل حقًّا هو من فعَلَها؟
كذا ينبثق السؤال منذ الأسطر الأولى لواحدةمن أجمل القصص القصيرة التي كتبها ستيفان زفايغ فيشدّ حبل التشويق إلى أقصاه مُيسّراً عمليّة الولوج إلى عالم سرديّ بسيط ومُعقّد في آن، بسيط من حيث عدد الفاعلين، ومعقّد في رسمه ملامح شخصياتهم لا سيما وأن بين البشر كلباً هو قوام الأحداث وعمادها، ومثال الصراع المُحتدم بين النفس ونوازعها من جهة والمواقع وإملاءاته من جهة ثانية، وفي مثل ذا الصراع قد ينزل المرء إلى مرتبة الحيوان في سلوكه الغزيريّ وقد يلبس الكلب ثوب التناقض الإنساني فيجمع بين الصلف والخضوع وبين النقمة ورهافة الحسّ، ليبقى السؤال الأهمّ هل بوسعه أن يتجاوز محدوديّة إدراكه ويتمكن من التخطيط والتدبير؟ وهل حقًّا ههو من فعَلَها؟